الاثنين، 1 ديسمبر 2008

كفيف وسط المبصرين

اثارت لدي تدوينة العزيزة امنية حول زيارتها لدور تاهيل المكفوفين اثارت لدي حنينا الى ايام عملت فيها قبل عامين مدرسا في جمعية بنا لتاهيل المكفوفين حيث ساهمت مع مجموعة من المتطوعين في الهلال الاحمر كان مطلوبا مني ان ازورهم ليوم في الاسبوع وهو المخصص للمواد التي اود تدريسها
في الواقع اول ما لفت نظري هو تموضع المعهد بالقرب من فرع امن الدولة حيث انه مكان معروف من الجميع طبعا لسمعته
بمجرد دخولنا وانهاء التحقيق مع موظفي الدخول
يتعلق حولك العشرات من الاطفال رغم انهم لا يعرفونك قط ولم يلتقوا بك سابقا لكن زائرا جديدا هي عبارة كفيلة بانتفاضة الاطفال وتوجههم للمدخل لاستقبالك
وفي الواقع لم تكمن هنا المفاجاة الكبرى بالنسبة لي فالاكبر تمثلت بالزيارة الثانية عندما انتظروني مع جميع الشباب المتطوعين عند المدخل وعرفونا من اصواتنا اذا لم اشعر الا بعشرات الاطفال الذين يركضون حولي قائلين اهلين استاذ طارق رغم اني لم اقل سو كلمة مرحبا
يتطوعون لارشادك للغرفة المخصصة للدرس ويتسابقون من يجلس بجانبك
كنت في المرحلة الاولى اقوم بتدريس الصف الاول الابتدائي وكانت مهمتي الاضافية ان اروي لهم في كل زيارة قصتين جدد وكانت المفاجاة اني لا احفظ القصص كثيرا فما كان منهم الا ان اخترعوا القصة معي وبدانا ننسج سوية تفاصيلها
المسالة تكررت مع الطلاب الاكبر سنا كالتاسع والعاشر الذين فاجاوني بعقلهم الاكبر من سنهم
تنتهي زيارتهم سريعا لاخرج كما دخلت مودعا من الاطفال والشبان وفي بالي قناعة وحيدة انهم ليسوا مكفوفين بل انا الكفيف بينهم
حالهم واوضاعهم بين زيارة امنية وزيارتي كانت قد اختلفت لكن في نفس المستوى من اللا اهتمام واللا مبالاة دون ان يكون لهم مستقبل واضح بعد خروجهم من الدار

على ان ياتي يوم نقتح فيه ابصارنا مثلهم
رجل من ورق

هناك 4 تعليقات:

Sam يقول...

ان التعامل مع أطفال مميزين كهولاء جميل ومؤلم ذات الوقت
بالنسبة لي هكذا تجارب تبقى محفورة بالم داخلي

مترجم سوري يقول...

هلأ لانتبهت للتدونية..أسفة.
عني أقدس كل من يكرس لحظة من حياته لأي شخص أخر ... و أبصق بوجهي كلما تذكرتهم ، لأني مررت بهم و لم أفعل لهم شيئا..

يا ريت تضيف مدونتك على كوكب سوريا..
ينعاد عليك

و بانتظار تدونتك عن حفلة مرسيل / يلي حتقهرني كتير.. :(

رجل من ورق يقول...

عزيزي سام
شكرا لزيارتك فعلا تبقى محفورة هيك تجارب بالم داخلي

رجل من ورق يقول...

امنية الغالية
شكرا لزيارتك وينعاد عليكي كمان
ما بعرف شو القصة بكوكب سوريا بس ضفتا كذا مرة وما ظبطت بنوب